كثير ما تحدثنا عن جراحات تلك العذراء التي امتطاها الأكو والماكو على قولة إخوانا الكويتيين.
حيث كثر ظهور الإعلاميين كما يسمون أنفسهم والمُتسلقين على كُرسي صاحبة الجلالة " الصحافة " بحد ذاتهم كالنمل حولها
حيث أصبح من يفتقرون للمهنية الصحفية منصّبين أنفسهم خبراء وجهابذة ومحللين عبر منصات السراب وبرامج التواصل الاجتماعي الوقتية والافتراضية المؤدلجة والتي ما ان تظهر حروفهم حتى تختفي مع غياب أشعة الشمس!!
والحقيقة هُم أبعد ما يكونون عن ذلك في الواقع والحقيقة..
هذه بادئةٌ أستفتح بها مقالي اليوم منبها أننا في عصر الانفلات والفوضوية ألخلاقة والتي تسببها النتوءات الدخيلة والتي تظهر في خلايا اﻹعلام الجريح.
وحتى يجد الغيورين علاجاً لتلك النتوءات المسيئة للصحافة والصحفيين المخلصين لمهنتهم وليسوا تلك الابواق السوشلية الذين ضلّوا وأَضلّوا الناس معهم ردحا من الزمن ولازالوا..
ولم يقدموا لمجتمعهم سوى التهريج والتأثير السلبي على عقول متابعيهم من الصبية والمعتوهين.
هذه من ناحية أخرى والاشد والادهى تلكم الملتصقين بكرسي صاحبة الجلالة عن قرب ويمتصون دمها ويتغذون عليه من أجل البريستيج والظهور الاجتماعي فقط وهم أقرب الى كونهم مجرد منتفعين يبحثون عن الموائد والعلاقات لا ينفعون أنفسهم ولا مجتمعهم ويزاحمون الأخرين دونما حياء للأسف.
كثيرا تحدثنا وكثيرا انتقدنا وكثيرا لمحنا وبالمقابل يزداد عددهم وتزدحم بهم أروقة الفعاليات والمؤتمرات مجرد هيئات وأجساد بدون محتوى أو فكر سوى أنهم يملكون من الفلسفة والقهقهة والتميلح ما يفوق فكرهم وثقافتهم الإعلامية!!
وهنا أوقف قلمي عند هذا الوصف لهذه النوعية وأترك لكم التعليق.
ولكن لي تعليق طفيف حول تدني جودة الطرح والأداء الإعلامي المراد منه لمشاركة المجتمع ممثلا في الدولة والشعب مشاكله وإبراز إيجابيات ومعالجة سلبياته.
فللأسف أصبح إعلامنا المحلي الان يتجه جزئياً إلى الإثارة والنقل غير الصحيح للحدث والذي يصل لدرجة تشويه الخبر أو الدخول في التأويل والتفسير الذي يخرج الموضوع عن السياق المنطقي لتحليل الحدث من أجل المنافسة والحصول على متابعين دونما احترام المتابع والقارئ.
طبعاً بعد كل ما سبق ذكره في المقابل هناك كوكبة من رجال الاعلام الموقرين ولا أقلل في دورهم وأدائهم وهم الذين يحترمون المهنة ويؤدون نشاطهم الاعلامي بصورة صحيحة وباحترافية مطلقة.
الحديث يطول ويحتاج الى ندوات ومحاضرات حتى يبرز موقع الخلل في اعلامنا الذي يشوبه ما يشوبه من مقززات جعلت منه إضحوكة بين المجتمعات المحيطة به.
نعم لا تلوموني فنحن بحاجة الى اعلام يبرز ثقافتنا الحقيقية والعمل على توثيقها والاهتمام بمقدرات الوطن وابراز ايجابياته والسعي فيما ينفع المواطن والمجتمع بما يخدم الوطن .
رسالة للملتصقين :
إن المجتمع يريد منك أن تكون ندا لا يُبارى، وطائرا محلقا، ومبدعا متجددا، ولكن في حدود عالمك الذي تتقنه، لا تحلق مع النسور فتخطفك، ولا تضع على ظهرك الأحمال فتعجزك ﻻحقا، لا تنبري لكتابة العلم وقلم العلم عندك خال من الحبر، بم تكتب ولمن تكتب؟ هل برغبات نفسك والناس أم بسوق اﻹعلام عندك هو القياس؟
ستصبح كالجرادة التي تدور حول ضوء اللهب حتى تقع فيه ثم تحترق
إن الانتحال غش لنفسك وغش قبل ذلك ﻷمتك وغش قبل كل شيء لربك، فاتق الله في نفسك
إرسال تعليق
نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله