0


 11-01-2017 07:25 صباحاً

قال ـ عز وجل ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

[آل عمران:102 - 103]

 رسالتي : من هذا المنطلق الرباني الكريم فإن الافتراق والخلاف إضاعة للجهود، وتشتيت للطاقات وتمديداً لألة القتل والدمار لشعب أكثره من النساء والأطفال. وإن من يسعى لتفرقة الصفوف واطاحة العدالة من أجل المصالح فليس منا وهو قد اودع نفسه في غضب الرب وسينال جزائه . 

فبتآمره مع المفسدين وكيدهم، وفي إشاعة الاختلاف والفرقة خدمة لأعداء الامة وتفرقة اللحمة وخذلان لقضية شعب يلعنهم أينما كانوا. 

وقد توعدهم الله في النهاية : حيث قال ـ عز وجل ـ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَـجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ  إلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْـجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ} وايضاً حثنا الرسول عليه افضل الصلاة والسلام على طاعة ولى الامر والتخلي عن المصالح الشخصية في سبيل خير الاوطان والامة : في حديثه: عن الحارث الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: .

«إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها..... الحديث

 وفيه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: وأنا آمركم بخمسٍ اللهُ أمرني بهن: السمع، والطاعة، والجهاد، والهجرة، والجماعة؛ فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، إلا أن يرجع ...). 

إخواني الكرام للأسف نسمع ما يسئ لنا كأخوة في الدم والعرق والنسب والجوار أن يكون بيننا متآمرين وحاقدين على قضيتنا المشتركة التي تسمو في إنقاذ تلك الاسر المسلمة العربية في يمننا يمن الحكمة والعروبة .

 وللأسف ممن ينعمون بخيراتها ومحسوبين علينا بصفتهم أبنائها ؟! 

للأسف التاريخ يعيد نفسه حينما سقطت تلك الأمارات وخسر المتأمر قبل المتأمر عليه حينما تثيره النعرات الحزبية والقبلية والتي نلمسها في وقت لا مجال لها وخصوصا والوطن مرهون بيد المجوس .

 وللأسف اصبحت تعد دعوة خطيرة تغرس الحقد في القلوب برغم أن الإسلام الذي ندين به قد وضع التقوى ميزانا للفوارق. فقال تعالى :"إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
كيف لا وهل سقطت دولة بني أمية إلا بأسباب من أهمها أنها قربت العرب وأبعدت العجم، فتولدت البغضاء في قلوب الأعاجم ضدها، وهل أذهب دولة بني عباس إلا تقريبهم الأعاجم وإبعادهم العرب حتى غدت دولة كسورية وتحكم الترك في أمور الدولة يولون ويعزلون دون تدخل الخليفة !.

 ومع تعاقب السنين ظهرت بعض العصبيات الإقليمية بين العرب المهاجرين وبين البربر – وهم بدو المغرب الذين قدموا مع جيش طارق واتسع النزاع واستعرت الخصومات ، وذلك بسبب البربر الذين كانوا يبغضون العرب بسبب ظنهم أنهم ينازعونهم الملك، وكذلك بسبب المسلمين الأسبان الذين كرهوا البربر لقسوتهم ، وكرهوا العرب لكبريائهم. وأدت هذه الخلافات التي زادات يوما بعد يوم إلى اندلاع الثورات، أعنفها كانت "فتنة البرابرة" التي مزقت الدولة واندلعت الحروب الأهلية في غرناطة بين ملوك بين الأحمر وبين ملوك غرناطة.

 ومما يؤسف أن الحرب الأهلية شبت بين السلطان أبي الحسن وولده أبي عبد الله محمد. حيث تآمر الأخير على التخلص من أبيه وعمه بالاتفاق مع ملك قشتالة النصراني وانتهت الحرب نهاية مأسوية حيث طرد الأب وسقوط غرناطة على يد الابن وتسليمها للنصارى. وخسروا دولة وهيبة!! في النهاية إني أخاطب العقول وأخاطب الرجال التي تحملها في يمن العزة والإباء يمن الكرم ويمن الشهامة ويمن الرجولة أن يكونوا نبراساً يتحدث عنهم التاريخ وتسطر أسمائكم بماء الذهب فالدولار والذهب ستزول وسيبقى ذالك الذكر المشرف الذي تفخر به الأجيال جيلا بعد جيل .

 وسننتهي أسطوانة على صالح ودولاراته وتبقى الكرامة والعزة .

 وسيرحل كل خائن وستتقاذفه أمواج الغبن والحسرة وسينال من عذاب الله كما اوردته الآيات وحذرت من شق الصفوف والسعي لتفرقة الامة أيا كانت . 

كونوا كما ينبغي وعودا الى صوابكم فالتاريخ لا يرحم والأُمة لا ترحم وارتفعوا بيمنكم وشعبكم . ونحن بقلوبنا ورجالنا معكم ولاتخذلوا تلك الشرعية التي تحملت من أجلكم الكثير ولاتخذلوا الدول التي وقفت بجانبكم لتتوجكم بتاج العزة والكرامة وتنقذ امتكم ونسائكم وأطفالكم من براثن التخلف والكفر والمجوسية .

 سيكون ذلك وسيخذل الله المعتدى بل وسيُحٍق الله الحق والخاسر من تأمر وخان أُمته طال الزمانُ أم قصُر. 

وستكشفكم الايام فالباطل جولات وجولات والحــق جولة وسيصرعكم مع الباطل وتصبحون أنموذج الخيانة والغدر ما حييتم وبعد الممات عذاب الله بالمرصاد كما وعدكم به وأمثالكم .

 فكونوا كما ينبغي قبل أن يفوتكم قطار الرجال وتُغلقُ دونكم صفحات التاريخ المُشرفةً

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى