0

 

 

الحج.. منظومة معقده تجمع ملايين البشر في بقعة صغيرة تعجز كل الأنظمة في احتوائها وهنا فمن الذي كان وراء إدارة حشوداً بالملايين قادمة من كل فج عميق؟* ومن الذي استطاع تأمين تحركاتهم.. والحفاظ على سلامتهم؟..
ومن الذي جعل أيام الحج على الأرض السعودية.. من الأيام التي لا تتكرر في العالم من حيث انضباطها وأمنها وحشودها المتراصة وشدة زحامها وكثرة خدماتها وتشابك ظروفها الشائكة؟.. 

من بعد الله صنع نسيجا آمنا من خيوط متنافرة؟. 

إنهم السعوديون، شاء من شاء وأبى من أبى..


في الحج السعوديون أصحاب بصمة خاصة ورائعة تخصهم دون غيرهم.. والحج موسم اكتشاف القدرات والمهارات السعودية التي إذا أرادت فعلت وإذا أخلصت نجحت..
مهارات سعودية خالصة مخلصة لا تعجز عن تحقيق النجاح*. 

بدأت سواعد الرجال في العمل الدؤوب لاستقبال ضيوف الله استقبالا يليق بالركن الخامس، ويعكس جهود القيادة في تيسير العبادة كما يعكس الماء* الصافي الوجوه.
وما أن بزغت شمس الموسم وارتسمت ملامحها في الأفق، ما لبثت أن فاحت رائحة النجاح لتعطر سماء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وترسم لوحة مشرقة لوطن معطاء تحفه رعاية الله وتدعمه سواعد رجال الأوفياء. 

كل هذا النجاح لم يكن ليتحقق في موسم حج هذا العام وكل عام لولا توفيق الله تعالى ثم جهود رجال الوطن المخلصين الذين سد كل منهم ثغرة، حيث انصهرت جهودهم وتشكلت في قالب واحد شرف الخدمة وواجب العمل.
وهذا سر التألق وتحقيق الجودة في العمل المؤسسي الفريد المرتكز على الإرادة والإدارة في تحقيق كافة التطلعات. موسم الحج استثنائي في العمل كحال النجاح فيه، في ظل تجمع بشري يعتبر الأول في تاريخ المواسم، فأوقد الجميع أناملهم وعقولهم شموعا تضيء للآخرين، فنفذ الأمن خططه وحرس الضيوف تحت حمى الله، واستنفرت الصحة كوادرها فتواجدوا فوق الأرض مضمدين وفي السماء حمائم تحرس صحة الحجيج. فهنيئاً لنا بهم وهنيئاً للوطن بشعب محب جسور جند نفسه لخدمة ضيوف الرحمن في وطن الحب والعطاء وشكرا لخادم الحرمين والقيادة الحكيمة لما يبذلونه من عطاء منقطع النظير
.

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى