0

 

 

وإن عًلــوٌ فًهم نكــرة

أُعَلِّمُـه الرمايَـة كُـلَّ يَـومٍ ......فَلَمّا اشتـدَّ ساعِـدهُ رَمانـي

 

 في حقبة من الزمان كان رجل مصارع يعرف ثلاثمئة وستين حركه من حركات المصارعة وكان له تلميذا يتدرب على يديه*, ودربه على تلك الفنون؟! فانطلق التلميذ بين المصارعين يحقق الانتصارات المتوالية وذاعت شهرته بين الناس ،وامتلئت نفسه ثقه بمهارته ؟! وفي نهاية احدى المباريات تجمهر المعجبون به حوله ، وسأله احدهم عن راية بأستاذه ؟ فلم ينكر انه مصارع عظيم ولكنه قال : الا انني اقوى منه ؟! فانتشر الخبر بين الناس واشتد الجدل بين المؤيدين للأستاذ والمعجبين بالتلميذ ووصل الخبر الى الوالي فلم يعجبه ما قال التلميذ وأعتبر ذلك من الجحود فدعا الى اجراء مباراة بينهما ليعرف التلميذ حقيقة نفسه .

 وليقف عن الغرور الذي يورد صاحبه الى المهالك . تم تحديد الزمان والمكان ودعوا الناس لحضور المباراة وعند حلول وقت المباراة أشار السلطان فتهيئ المتصارعان واقبل التلميذ المغرور كالثور الهائج واقبل الأستاذ في هدوء واتزان . وصمم التلميذ ان يظهر كل ما عرفه وتعلمه من الفن ولكن الأستاذ كان له بالمرصاد . 

فبدا يشعر بالعجز والاخفاق و تملكه التعب الشديد وأستخدم الأستاذ التمرين الأخير الذي لم يعلمه به مسبقاً*من قبل والقى به في الأرض صريعًا فسقط وهو لا يبدي حراكا مذهولا من هو المفاجأة!! فتقدم السلطان الى الأستاذ والبسه قلادة تكريمًا له وقدم له الهدايا ثم التفت الى التلميذ المغرور الذي اصبح مطأطئ الراس ينظر وقد خسر المباراة وأنبه على جحوده لفضل الأستاذ . 

فقال التلميذ ولكن الأستاذ اخفى عني احد الفنون ولم يدربني عليه و غلبني به !! فنظر السلطان للأستاذ؟ فقال الأستاذ اطال الله عمر السلطان ! صحيح انني لم اعلمة التمرين الأخير الذي غلبته به وذلك لأنني كنت اخفيه تحسباً لمثل هذا اليوم ولأنني لا احب ان يكون كما قال الشاعر:

 أُعَلِّمُـه الرمايَـة كُـلَّ يَـومٍ * * * * * * * *فَلَمّا اشتـدَّ ساعِـدهُ رَمانـي

 أحببت أن أبدأ بتلك الابيات والقصة القصيرة التي حكت واقع بعض البشر المساكين والذين غرتهم أنفسهم وعاشوا اللحظة الواهية

و باختصار هي هذه الحياة مليئة بالعاجزين والناكرين والفقراء أخلاقًا وفكراً خصوصاً من تجده يومًا أشعث أغبر نكرة لا يعرفه أحد ولا يفقه في حياته ما ينفعه وتأخذ بيده وتُنظفه وتُلمعه وتجعل منه مخلوقًا يتنفس الهواء النقي بعد ذلك الهواء الملوث وجعلته بين علية المجتمع 

الا أنه يأبا إلا أن يرجع لحضيرته السابقة مع نكران الجميل والتعالي برغم أنه في قناعته لازال في ثوبة البالي الذي أعاده على جسده الخاوي البغيض ؟ 

والنماذج كُثر وهم يعرفون أنفسهم للأسف ويُكابٍـــرُن !؟ولكن أقول بقول المثل: 

مَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر.

وعًجبي !!

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى