0

 27-12-2018 10:22 صباحاً

منير الثبيتي أيها النبيل..

كلما تذكرتك يا صديقي، تذكرت قول الشاعر التركي المناضل ناظم حكمت:

إذا لم تحترق أنت، ولم احترق أنا، فمن سيضيء الطريق ؟؟ ..


وهنا فقد فقدتك وقد كنا نحترق من أجل بعضنا ولن تكون مجرد ذكرى فأمن في مرقدك وأهنأ وأنت لازلت تعيش معنا في كل لحظة وفاءً وشهامة ورجولة وقليل أمثالك يملكونها في زمن ألأحياء ...



رسالة نزف ::


اليك أبا سامي وقد رجوتك عبر حروفي مناجيا .

سامحني الله على تلكَ المرات التي تجاهلت رسائلك ، على المرة التي اغرورقت عيناي بالدمع حينما قرأت رسائلك ، سامحني على البكاء الطويل لأني تذكرتك .

أبا سامي سامحني هذه المرة يا صديقي على كلّ الوجع المخبوء في صدري بسببك ، على أحرفي المكتوبة بدموعي ، سامحني على ارتعاشة الليل ، وبكاء الفَجر ، وحدةُ النهار بعدك ، سامحني على هاتفي المُهمل ، ورسائلي الموجعة ، على غضبي الدائم ، و خوفي الغبيّ من كلّ شيء .. فقط هذه المرّة سامحني يا حبيبي .

يا صديقي .. سامِحني على جرحي لك ، سامحني على توجعكَ بسببي ، سامحني على كسركَ بسببي ، لم أكن أدركُ أنك تنوي الرحيل الأبدي ، و لم أدركُ أنني فطرتُ قلبكَ ، لم أكن أعلم مدى حماقتي ..

ولم أكن أعلم أنني أناني ، وأن عدم ردي سيوجعك ، لم أكن أدركُ أي من التفاصيل سوى بكائي الأحمق من كلّ شيء

وكان ألمي قاسياً الى حد الوجع بعد أن قرأت رسائلك وردي عليها بعد رحيلك بدقائق...

أبا سامي الحقيقة بعض الأمور تجرحنا وإن حاولنا تجاهلها .

أتدرى أبا سامي .. أحرفكَ تلكَ كانت تعنيني بحرقة ، كُنتُ المُسبب لها ، كيف لا وانت قد كُنت في ساعاتك الأخيرة في الحياة وأبيت الا أن تودعني راحلا الى العالم ألأخر بل وقد كنت همك إلى أخر لحظة وروحك تعتني بي ..!

كيف وقد تخلفت عن ذلك الوداع وتركتك ترحل دون أن تسمع صوتي كما يحلو لك دوماً , كيف أسامح نفسي بالله عليك يارفيق روحي وقد ساهمت في أخر وجع لجسدك وروحك قبل رحيلك......

أبا سامي أقسم بالله أن ذلك الموقف يحرقني مع كلّ نفس ، يوجعُ قلبي ليلاً ويبكيني فجراً ، فسامحني جداً يا صديقي على أنانيتي المفرطة .

لا أقوى على التفكير بشيء ، لترتجف يدى عند الكتابة ، أو مساومة الشعور داخلي لا أقدر على نسيانك ، أو أنني أتجاهل ذكراك ومواقفك وقصيدك وحكمتك وطيب نفسك .

أبا سامي كلما أغمضتُ عينيّ رأيتك ، وكلما فتحتها تصادفني رؤياك ، أتدري يا صديق روحي ..

لا أريد أن أقول أني اكتفيت منك وأريد أن أعيش ! بل سأقول أني متشوق للقياك في جنات النعيم كما وعدنا الله وتأكد أن روحك باقية تحوم في سمائي ما حييت .


كيف لا وقد ألفت منك أن تصفف جروحي وتداويها في غياب أقرب المقربين.







تاريخ الوفاة ليلة الثلاثاء

1437/04/02 هـ :::

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى