0

 

06-07-2018 04:07 صباحاً

قال الشاعر بن شايق رحمه الله في أحد مواويله  

لو الشعاعير ما نلاعب غشم

             انا اللي أساعد الجاهل على كربته 

نعيش وسط هذا العالم المجنون نضيع فيه.

 نٌبتلي كل يوم بما يقوم به غيرنا من تصرفات

لا نستطيع ان نقول هذا صحيح وهذا خاطئ لان الموازين انقلبت فكان الصحيح خطأ والعكس.

للأسف الإعلام الان يواجه في زمن السوشل ميديا والملتصقين سقوطا مخيفاً باتجاهين:


أولا:

 دخول بعض المسوخ التي اقحمت نفسها في الاعلام والابتذال والتهافت من قبل شرائح مجتمعية واسعة وللأسف من بعض المنابر الإعلامية والتي أصبحت غير مهنية في استخدام المعلومة بطريقة مشوهة ومقلوبة بهدف الربح والحصول على المال متناسين عقول المتابعين والاستهتار بها ثقافيا .
ثانياُ:
التهاون مع تلك الابواق السوشليه والنتوءات الإعلامية وأصبحوا مجرد ببغاوات ناطقة لتمجيد من يدفع اكثر مهما كان نوعه ودوره الوطني أو ما يقدمه 
وأصبحوا الكل إعلاميا يحمل اللقب دون دراية بحجم هذا الاسم الرفيع للأسف ..
كل ذلك للأسف أفقد الإعلام هيبته وأهميته ومكانته، التي يستحق وكلا الاتجاهين خطران ويفتقدان لأبسط معايير الإعلام الناجح.
بل أن هكذا إعلاما يمثل هزيمة حقيقية للثقافة والذوق والنظام.
ولا يمكن ان ينتج عنها سوى انتشار التخلف وانشاء جيل لا يعرف كتابة اسمه على اقل تقدير بل ويصنع جيلا متخلف فكرياُ وعقائدياُ.
نعم اصبح الاعلام مهنة لمن لا مهنة له وأصبح الاعلام عبر السوشليات الوقتية التي لا تحفظ الحقوق ولا تُبرز التاريخ ولا تُرسخ الثقافات التي يجب أن يتوارثها الأجيال بدراية ليسهموا في بناء وطنهم وثقافتهم للأسف ..

سأعتزل الاعلام والعالم المخيف فيه والذي لم يعد الا مجرد مزاحمة بعض الاغبياء والمُهرجين .. والأسباب كثيرة يصعب حصرها هنا وأبرزها أن المجتمع أصبح مجرد آلة لا ينتقد ولا يعي ما يدور حوله للأسف أو انه فقد شجاعة الاعتراض وغلبت عليه المجاملة..!

الحقيقة لم أكن اعرف هذه الأيام إن عالم الاعلام يترجم كل حركة على الهوا الساري إليهم وبدون مقاييس ؟!
وأصبح مهنة من لا مهنة له فلهم لغة تخصهم وأنا لي تلك اللغة التي تخصني..

فانا من الجيل القديم جيل يحترم العقول.. جيل قليل الكلام كثير العطاء

جيل الورقة والقلم جيل تحمل المتاعب جيل التقصي والحقيقة ..
جيل ابراز الإيجابيات وتجنب السلبيات والابتعاد عنها والحرص على الامن الفكري يقدم مصلحة الوطن فوق مصالحه ...!!

 قررت حقاُ وسألتحق بغيري من الجيل السابق لأحفظ ماء وجهي واحتفظ بذكريات الزمن الجميل ... زمن الكلمة والمحتوى والسخاء ..!
نعم اشعر بقوة أني سأغادر وسألتزم الصمت من جديد
ومن اليوم فصاعدا سأغير لغتي ومنهجي فعالمهم يختلف تماما عن عالمي
ولغة الترجمة لديهم غير لغتي
سأرحل عن الصحافة حيث اللا أثـر المُحبط
سأعتزل النقل والخبر والنقد والمدح ..
سأرحل.. بكل ما فيّ من الشعور.. بكل كياني ... ونبضاتي ..

وأعيش بوحدتي.. مع ذاتي وقلمي ..! لأحكي لأحفادي تلك القصص والعبر..!
يجب أن أنسى ما مضى.. وأنسى ما همني وما خفي ..
فأنا لا أجيد تلك الألعاب البهلوانية في سيرك الاعلام السوشلي المريض.


وقفه:
الاعلام هذه الأيام لم يعد صناعة بل أصبح الاعلام يئن بأوجاعه.. وهاهو يهوي بين مهرج وملقوف..

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى