0

  


متى يستفيق الضمير في الوقت الضائع؟



قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [سورة لقمان:6].
وقال الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فالجهل معناه : الطيش والتغافل عن الحق وعكسه الحِلْم. وفي ذلك يقول الشاعر الصمة القشيري مودعا نجدا:
بكت عيني اليسرى فلما زجرتها عن الجهل بعد الحلم أسبلتا معاً!

وهنا فلا تلوموني لو أوردت في مقالي هذه العبارة وحتى لا يُساء فهمها.

ومن أنواع الجهل للأسف أصبحت ظاهرة إنتشار الشيلات الفارغة من المحتوى بين صفوف الشباب والشابات خاصة والشياب وكبار السن عامة بشكل ملفت ؟! والحديث يطول في هذه الظاهرة ولكن سأختصر قدر المُستطاع لتتحقق الفكرة ....!
وهذه الشيلات يصاحبها كلمات مديح يفوق الواقع !., وهياط وبالمعنى الحقيقي دون مجاملة " بربرة " مُلحنة .!
والهدف منها إذاعتها بين العامة والتباهي بما لا أساس له وقد أنتشرت
للأسف في وسائل التواصل الإجتماعي وبشكل مخيف بين العامة وكلاً يغنى على ليلاه .
قي الحقيقة للأسف الشديد بحفنة من المال أصبح كل من هب ودب عبر تلك الشيلات فارساً ومؤرخاً وشيخاً وله ضرب من الفروسية أباً عن جد وكأنما من حوله خاصته وجيوش له أو حاشية وقد ورثهم عن أبيه وجده !!!!
ينسبون لأنفسهم فروسية لم يألفوها .وكرماً لم يمارسوه ولم يلمسه منهم المحتاج .. ورجولة جعلت كل من حولهم يصعق من عنفوانها المُنفرد مذهولاً !!
بل بالشيلات حملوا السيوف وهم لا يعرفون المبارزة بها ! وركبوا الخيول وصالوا وجالوا في ميادين الحروب الجاهلية.
جاهلية معاصرة بتكنلوجيا عصرية تمثلت في إبراز تلك المهازل والمُهايط الممقوت وأصبح البعض بملغ زهيد لا يتجاوز الفا ريال يشتري قصيدة من شعراء السوق السوداء! ويرفعها بصوت مُغن أجير ليصبح في يوم وليلة فارس قبيلته , وكريم زمانه, وشيخ أقرانه وسيدهم !!
أنا لا أعترض على تلك الشيلات التي تُمثل قبيلة او دولة أو مجتمع وهي قد تكون ذات طابع وطني بالرغم أنها الحقيقة التي يتخللها بعض العبارات التي تثير النعرات القبلية العفنة .
ولكن على الأقل أستهين بها أمام تلك النواشز التي تصيبنا بالغثيان حينما يُدمن الأفراد عليها وكلاً يتغنى بمديح نفسه عبر قصيدة إبتاعها من تاجر القصائد من أسواق الشعر السوداء! ليصبح وبقدرة قادر ذلك الرجل الذي يشار إليه بالبنان كما توهمه به نفسه الضعيفة ..!!
تنويه :
أن المشيخة الحقيقة ورث وفعل ودور ورجولة وإن من كان يسود مجتمعه بفعل الخير والمواقف المشرفة في كل المجالات فهي فعلا تلك الصفات التي يمتلكها أشخاص ترفعوا عن تلك المُمارسات السخيفة وثقتهم بأنفسهم لا تجيز لهم أن يمتهنون تلك المهنة ولايحبون الحديث عنهم .
وهًمُهم نيل الدعاء لأنفسهم في ظهر الغيب وقد فُرضت أفعالهم على الأخرين حُباُ وإحتراماً لن يملكها ذلك المهايط الهابط ولوغنت له كل مسارح العالم وبكل اللغات ..


وهنا متى نستفيق ونعود للواقع الذي نعيشه ؟؟


إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى