0

  


تذكرت مقالة للكاتب القدير محمد صادق دياب في مقالته " من يصنع الطُغاة ؟ بجريدة الشرق الاوسط قبل ست سنوات تقريبا
حول مقولة "أرسطوحينما وجه له سؤال ":
-
من يصنع الطغاة؟

فرد على الفور قائلا:

- «
ضعف المظلومين».

وقد اسهب الكاتب مُعللاً أن ثورات الربيع العربي المزعومة قد كانت بفعل تلك الأنظمة القمعية والتى دفعت الشعوب بعد ان عاشوا مظلوميتهم عقودا كما ذكر ..

واني هنا ساكون في خط معاكس لما ذكره ذلك المذكور ارسطو وما خطه كاتبنا الحبيب دياب ..
فالنفاق والمنافقون والمتنفعون والخونة هم من صنع الطغاة في كل مكان ليس في الحكومات , بل في عامة الحياة العملية والمجتمعية والاسرية أيضاً..

والدليل أننا نعيش فوضى خلاقة إجتاحت الارض ودمرت الحرث والنسل بحروب نتاجها تلك الافعال المتناقضة في الارض واسبابها منافقين تلك الحقبة التى عاصرت رسول الله واندست بين جحافل المسلمين وبوفاة نبي الهدى رجعت في غيها وانقلبت على الخلفاء الراشيدين .بل واستمرت الى يومنا هذا.
إن ما يحدث اليوم في كل مكان من فتنة ومظالم سببها منافقين العصر المتنفعين والذين أعمتهم مصالحهم وأطماعهم وجعلوا من المسئول ومن الحاكم الى رب الاسرة في غياهب الجهل عن واقعه الذي يعيشه ..
بنفاقهم وأطماعهم للإستحواذ على الغنائم لأنفسهم ..

نعم تلك الأطماع جعلتهم يخفون الحقائق والواقع عن الحاكم والمسئول وهي سبب في صناعة الطاغوت وحجبت الحقوق واوقعت الأخرين في ظلمات تعثرت بسببها نهضتهم وتبعثرت حقوقهم , بل وحجبوهم عن ملاقات ولى امرهم والمسئول عنهم وأصبحوا حاجزا بين الراعي والرعية وأعمت عيناه بالكذب والتزلف واستطاعت أن تعزله لألا يفقدون تلك المميزات التى يتمتعون بها متناسين أن سقوطهم حتميا ولن يحميهم نفاقهم وتزلفهم والله مطلع بذات الصدور ولوأمهلهم فسيكون عقابهم في غياهب الجحيم ومزبلة التاريخ وستسقط اسمائهم من الذاكرة ولن تنفعهم تلك الوجوه التى تلونوا بها للاسف وهو الواقع ..
نعم فالعبرة بالمملكة العربية السعودية برموزها حكام هذه الدولة الأمنة والتى تسقط وأسقطت فيها رموزا واوجه كانت هي كذلك ,واصبحت مشوهة ومنبوذة تلقتها القضبان وأنتهت في غياهب السجون بما إقترفت أياديهم وقد كانوا رموزا لو صدقوا لسجلهم التاريخ في أنصع صفحاته .

نعم ياسادة أن من يصنع الطغاة هم الطغاة بأنفسهم لأنهم تركوا الحبل على الغارب وجعلوا تلك المسوخ تلهوا وتلعب وتتجبر باسم الدولة ..!

العبرة هنا أقول من يصنع الطغاة هم المنافقون ومن يصنع العدل من لا يقبل في مجالسه منافق ودجال خلق لنفسه بمنافقيه وأعوانه هالات من التمجيد والتبجيل في إعلامهم المأجور وخدعوا الحاكم والمسئول وهم في الحقيقة مجرد أصنام تتحرك لمصالحها ..

خاتمة :
نحن وطن بلا منافقين ولو وجدوا سيزولون في أول إختبار حقيقي ينسف كل تلك الجسور الوهمية التى أقاموها لأنفسهم كما حدث في عهد الحزم والعزم .. وقد رئينا سقوط بعض الاعمدة الصلصالية من منافقي العصر ومستغلي مناصبهم لمصالحهم وسيمضى مهما تعالت أصواتهم وسيسقطون ونحن في وطن الحزم والعزم ..
ولن يبقى في دولتنا فساد ولا مفسدين ..

وليسقط من يحاول أن يصنع الطُغاة في بلدالعدل والحب والوفاء ... دمت يا وطنى


إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى