0

قال سبحانه وتعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ  بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)


جاء ذكر سكرات الموت في القرآن الكريم فإنّها كذلك ذُكِرَت في السُنّة النبويّة في

 عددٍ من المواضع، خصوصاً في المرحلة التي كان فيها رسول الله -عليه الصّلاة

 والسّلام-يحتضر؛ فقد ذكر عليه الصّلاة والسّلام لِمن كان حوله ما يُعاني من

 سكرات الموت.

 ولأهميّة هذا الموضوع فقد أفرد الأمام البخاريّ في كتابه المعروف بصحيح البخاريّ

 باباً أسماه باب سكرات الموت، وأورد فيه عدداً من الأحاديث الواردة عن رسول الله

 -عليه الصّلاة والسّلام-، ومن هذه الأحاديث ما روته أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي اللَّه

 عنها-قالت:

(إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ -أَوْ عُلْبَةٌ فِيهَا مَاءٌ -يَشُكُّ عُمَرُ

 -فَجَعَلَ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَيَقُولُ:

(لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ) ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ فَجَعَلَ يَقُولُ: (فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى) 

حتى قُبضَ ومالت يداه)

 وهذا يدلّ على أنّ المُصطفى -عليه الصّلاة والسّلام-مع قُربه من الله وحُبّ الله له، إلا أنّه وجد سكرات الموت في لحظات موته وعانى منها أشدّ المُعاناة، حتى أنّه كان من شدّة الألم وشدّة وقع سكرات الموت عليه يصحو ثم يُفيق، وقد كان ذلك ليرتفع مَقام ومنزلة المصطفى -عليه الصّلاة والسّلام-عند ربّه.

 فقد روي أيضاً عن رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام-أنه قال:

(إنَّ العبدَ إذا سبقت له من اللهِ منزلةٌ لم يبلغْها بعمله ابتلاه اللهُ في جسدِه أو في مالِه أو في ولدِه ثم صبَّره على ذلك حتى يُبلِّغَه المنزلةَ التي سبقت له من اللهِ تعالى).

سكرات الموت مُفردها سَكَرة أو سَكْره، وتُطلق السّكرة على عدّة معانٍ، هي: 

سَكِرَ من الغفلة والضّلال، ومنها غشيته سكرةُ الموت، ومثال ذلك قوله تعالى:

(إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)؛ أي ذهَبوا بين الصَّحوة والسَّكْرة من شدّة المُعاناة والألم

 حتى وصلوا إلى درجةٍ بين العقل واللاعقل.

 سكرة بمعنى غمرة وشدّة، ومثالها قوله تعالى: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ)، وسَكْرَةُ

الْمَيِّتِ: أي غَشْيَتُه التِي تَدُلُّ وتشير إلى أَنّه مَيِّتٌ.

لا إله الا الله

كم نحن ضُعفاء أمام قُدرات من ليس لهم قُدرة امام قُدرات الله جل شأنه

واستفرد هنا مثالاً بحادثة كرونا وهي قريبة العهد بنا وقد شاهدنا قدرات الله سبحانه وقد

 هلع سكان الكرة الأرضية أمام جرثومة لا نعلم شكلها وحجمها وهي بالنسبة لنا نكره لا

 وصف لها ولا لون ولا طعم ؟!


فهذه الجرثومة التى لا نراها بالعين كشفتنا جميعاً وجعلتنا عرايا أمام أنفسنا وأصبح

 النجاة من الموت في التباعد الاجتماعي بدل التقارب الاجتماعي كل يوم نودع موتا

 كرونا وأصبح المرض وصمه عار لكل فرد يُصاب به في محيط الأهل أو الجيران أو

 الاصحاب ونهرب منه خوفاُ من الموت !!


فما بالكم تهربون من يوم لا ينفع فيه مالاً ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم وسريرته

 طاهرة نقية.

 ويوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمرئ يوم اذاً شئنُ يغنيه وكل واحد

 منا سوف يقول نفسي نفسي !!


الموت قادم لا محالة فيجب علينا أن نبتسم له جميعاً

ويجب ألا نحكم على الأخرين ممن نرى ومن منظورنا أنهم عُصاة أو مخالفين للقيم

 الدينية فالقلب بين أصبعي الرحمن جل وعلا، كما ورد في الحديث، فربما يوفّقه الله

 فيتوب قبل موته بلحظات ويقبل الله سُبحانه توبته.

فيسبق إلى الجنة من قضى عُمره كله في الطاعة، فالعبرة بالخواتيم، ولا ندري أي

 الأعمال أحسن قبولاً.

حديث النفس:

أتساءل مُحدثاُ نفسي لماذا يختار الموت أفضل من فينا؟ ولكنني وجدت الإجابة حيث

 أجابتني مؤخرًا قائلة:

 لأنهم نجحوا في الامتحان مبكرًا، فلا داعي لوجودهم.

اللهم اجعلنا ممن ننجح في الاختبار والفوز برضاك وعفوك يالله 

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى