0


 

قال سبحانه وتعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

أيها الظالم تذكر فقوتك محدودة وسوف يأتي يوم وتعاني من الضعف إن أمهلك الله فأنت على موعد مع العقاب والهلاك ولن تفلت من شباك العقوبة في الدنيا والتي لن تسمح لك بالتوبة والعودة للخلف وقد تجاهلت حقوق غيرك وقتلت الفرحة في قلب من تعديت عليه دون وجه حق

نعم هي الحقيقة التي لن تفرمنها مهما سولت لك نفسك ودفعك الحسد والغيرة والتسلط فقد وعد الله المظلوم مًقسما سبحانه وتعالى لينصفنه ولو بعد حين

إن الناظر في أحوال الناس اليوم ليرى أمرا عجبا من ظهور الظلم وتفشيه وتكشيره عن أنيابه وقد مرت علي حالات مريعة من الظلم الظاهر البين والتي يقف المرء أمامها محتارا يضرب كفا على أخرى لوصول بعض البشرالحقيرة إلى هذه الدرجة من السوء والجبروت الخبيث طمعاً في دنيا او تفريغ حقد دفين حسدا ونذاله.

 فهذا زوج يظلم زوجته وأهله ولا يبالي
وذاك أب لا يلقي بالا للظلم الذي يوقعه على بعض أبناءه
وثالث يظلم أمه لكي يرضي زوجه
وتاجر يظلم من استأمنه على ماله
وكبير يظلم من هو دونه
قريب يظلم أيتام أخيه او أخته وظلم اليتامى مفتاح الفقر وظلمة القبر والعقاب العاجل

وهكذا تكبر الدائرة وتتضخم.

  الحقيقة كل أنواع الظلم نوعاُ ما تهون وخصوصا من البعيد الذي قد نتشفى فيه بعزله وطرده وعقاب الله لن ينعكس علينا برغم أن الظلم نهايته واحدة

ولكن أشد الظلم ظلم القريب والذي سيحيق ظلمه كافة الأسرة وقد تتوارث ظُلمه أجيالا جيلا بعد جيل.

فظلم القريب وقعه أشد من السهام وأقسى من الجبال وناره تحرق الاسرة وتفتت اللحمة.

وكم من طغاة الظلمة لأقاربهم خاصة على مدار التاريخ ظنوا في أنفسهم مقدرةً على مجاراة الكون في سننه أو مصارعته في ثوابته.

 فصنعوا بذلك أفخاخهم بأفعالهم ومكنوا ضحاياهم من النيل منهم والتشفي فيهم مهما طالت بهم السنين

وكانت نهايتهم الحتمية هي الدليل الكافي على بلاهتهم وسوء صنيعهم.

جاء في الحديث الصحيح عن الرسول -عليه الصلاة والسلام-قوله

اتَّقُوا دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا تُحْمَلُ عَلَى الْغَمَامِ.

 يَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلالُهُ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي لأَنْصُرَنَّكَ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ).

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى