في زاويةٍ منسية من هذا العالم حيث تُغلق الأبواب على المظلوم وتُفتح على النسيان تعيش امرأةٌ لا تُشبه النساء.
زوجةٌ لم تُبدّل لم تتخلّ ولم تُساوم على
عهدٍ كتبته في قلبها قبل أن يُكتب على ورق.
زوجةُ حمدان التركي ذلك العربي
المسلم الذي غُيّب في بلادٍ لا تعرف من العدل سوى اسمه ولا من الإنسانية سوى
شعاراتها.
أكثر من عشرين عامًا مضت وهو خلف القضبان بلا قضيةٍ عادلة وبلا ذنبٍ
يُبرر سوى أنه مسلمٌ عربيٌ حمل فكرًا ويؤمن بقيمه
فمع كل عامٍ يمر كانت
هي هناك لا تطلب خلعًا ولم تسعى لفسخ نكاح ولم تُساير الواقع بل تُقاومه بإيمانها
وتُجاهد بصبرها.
لم تكن زوجةً فقط، بل كانت وطنًا صغيرًا ينتظره بدعاءً لا ينقطع وذكرى
لا ولم تذبل.
بل كانت تُربّي
أبناءه على اسمه وتُحيي سيرته في كل زاوية من البيت وكأنها تُقاوم الغياب بالحضور.
لم تساوم على كرامته ولم تُبدّل وفاءها
بواقعيةٍ بارد، بل اختارت أن تكون امرأة من صبرفي زمنٍ يباع الوفاء بثمنٍ بخس للأسف
هذه ليست قصة حب بل
قصة إيمانٍ وضميراً حيّ ووفاءٍ لا يُكتب إلا بالدمع.
هي حكاية امرأةٍ نادرة لا تُشبه إلا نساء عظيمات
التاريخ أولئك اللواتي حملن الرسالة وصبرن على الفقد وكتبن أسماءهن في ذاكرة
الخلود.
فيا من تقرأ، لا تمرّ
على اسم زوجة حمدان التركي مرور الكرام.
قف وتأمل وادعُ لها فهي لا تطلب شيئًا، لكنها تستحق كل شيء.


إرسال تعليق
نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله