0

 23-12-2019


انا المجروح من موت تدلى *** ليغدر في صديق كان غالي

ترددت كثيرا أن أكتب رسالتي بعد أن أخذ القدر حبيبي وصديقي " محمد الياس " وقلت لنفسي يكفي أن روحه أتنفس بها وهي تحوم حولي ولم تفارقني فلماذا إذن ولمن ومن يهمه أن يعرف ما بداخلي وماهي حقيقتي تجاه إنسان يحمل معنى الإنسانية والأخلاق والطيبة والوفاء الجبار الذي قل من يملك حجمه.
لكن أبت العادة الا أن أوجه رسالة وأستصرخ أنيني وبدموعى المنهمرة عبر كلمات لن توفي حقه مهما كتبت فهو أكبر من بوح الكتابة والحديث وقد كان ولا زال كياناً لن تتحمله العقول في العطاء والوفاء رحمه الله.
ومن أجل هذه العادة التي يتسم بها الصحفي وقد جرت في دمه الصحافة ودمي أثرت أن اكتب هذه الكلمات البسيطة في رسالة لروحه التى تحوم حولي.

صديقي وأخي " محمد " ها انا اليوم بعد رحيلك اعلم بانهُ لن اسمع رنين هاتفي وسماع صوتك اليوم مُنذ أن احتضنك القبر تحت الترابِ.
أبا مُعاذ وقفتُ كذاكرة تقف على شفيرِ النسيان ....
اعلم أنه ستمنحُك افواه المتملقين الواقفين على ارجلِ الخطيئةِ وسوء الضن في ارض انطلت عليها خُدعةِ الحياةِ المُقحلةِ نياشين السلامِ والمحبةِ والصدقِ والطهرِ والوفاء سيقولون: عظيمٌ أخذه الموت في أوج عطائه..
فالذِكر يبقى زمانا بعد صاحِبه وصاحب الذِكرِ تحت الارضِ مدفون ...

يا من كنت أغلي أصدقائي وأقرب روحاً تحوم حولي في كل الأوقات أتنفسها كل دقيقة.
رحلت واخذت معك قطعة من قلبي، لا ابالغ في ذلك، فصداقتنا بلغت أكثر من ثلاثون عاماً كنت فيها نعم الاخ ونعم الصاحب رمزاً للوفاء والتضحيات ونبراساً للعطاء بلا منة.
حقا يا أبا معاذ لقد أثرت في وجداني تأثيرا كبيرا، لا يوجد مكان في ذاكرتي الا وقد ملئته بالحب والانسانية ومعاني الخير والتسامح والعطاء يا صديقي وقد كنت ارى كل الناس اغصان مهمشة، وانت الشجرة التي تعانق ظلي.

عجز فكرى وأبت قريحتي أن تبرز أنيني والتحدث عنك وعن محاسنك وعطاءاتك وأعمالك الخيرية، وقد كنت ولا تزال أكبر من معاني وحروف الدنيا وبكل اللغات وقد امتلأت نفسي حزناً والما يخنقني ووقفت الحسرات مصرةً أن أحتفظ بحزني في صدري ولن أسمح له أن يتبعثر بحروف عبر ألأثير او في الصحف وحتى في المجالس لأنه لن يحسن الضن بك اويعرفك غيري أو من لمس منك العطاء وكنت نورا من الوفاء استضاء به ألبعض.

فنم قرير العين يا حبيبي في مضجعك ألأبدي وسأجعل روحي مقبرة لروحك ما حييت..

والى جنة الخلد مع الصديقين والشهداء، رحمك الله يا حبيبي، فإن قدر الطيبون الاوفياء ان يذهبوا سريعا.


ستبقى يا محمد روح غرب

ستبقى وساما وفخرا لنا جميعا..

ستبقى انجازاتك يتلألأ بريقها..

ستبقى بسمتك شعارا لنا..

ستبقى كلماتك دروسا لنا..

ولن أقول وداعا أخي ورفيق دربي" محمد " ، بل أقول إلى اللقاء في عالم أفضل من عالمنا

إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى