0

 



 قال الأحنف: (لا صديق لملولٍ، ولا وفاء لكذوبٍ، ولا راحة لحسودٍ، ولا مروءة لبخيلٍ، ولا سؤدد لسيئ الخلق) .

- وعن الأصمعي قال: (إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل ووفاء عهده، فانظر إلى حنينه إلى أوطانه، وتشوُّقه إلى إخوانه، وبكائه على ما مضى من زمانه.

إن ما ذكر مما سبق في أقوال الحكماء قد أبالغ لو قلت أن محمد الياس هو ذلك الصديق الوفي الصدوق المؤثر على نفسه من أجل صداقته النادرة الوجود في زمن الجحود والنكران


أبو معاذ أعرفه وقد التقيت به في مجال العمل حينما تعينت في المؤسسة العامة لتحلية المياه ومكثت معه " رحمه الله " أقل من أربع سنوات في مكتب واحد كان خير رجل وخير صديق وخير أخ كريم عطوف شهم .. وشاء القدر وانتقلت لمحافظة الطائف في نهاية الأربع سنوات التى جمعتني به رحمه الله ...

وبرغم بعدي عنه إلا أنه لم يتركني في أي مناسبة وكل يوم جمعة اسمع صوته يطمئن على وعلى أحوالى وتعودت على ذلك طوال خمس وعشرين عاما لم ينقطع عني في الأعياد والمناسبات الإسلامية وغيرها وكانت زياراتي لجده قليله التقى به في حدود ضيقه جدا لظروف عائلية منعتنى من التواصل معه بشكل مستمر الا عبر الجوال دوماُ وابدا .

اصبح الصديق الذي لم ينقطع عني طوال خمسة وعشرين عاما التقيت به عبرها ما لا يتجاوز الخمس أو أربع مرات .


في السنوات الست الأخيرة شاء القدر وحان التقاعد من العمل في تلك السنة وتوافق تقاعدي وتقاعده وحينها قررت الإقامة بمحافظة جدة والتى أصبحت قريبا منه وساعدنى ذلك بشرف التواصل معه بشكل دائم على ألأقل كل ثلاثة أيام إن لم يكن يوميا


كان قبل تقاعدي كنت قد أنشئت صحيفة " التحلية" والتى اسستها وكنت مهتما بها كوني أعمل بالمؤسسة العامة لتحلية المياه وكانت تهتم في الدرجة ألأولى بالتحلية وشئونها حتى تطورت وأصبحت صحيفة عامة تعنى بالشئون المحلية .

وتركتها لزميل من الزملاء في التحلية واتجهت لتأسيس صحيفة الغربية من الزميل الراحل محمد الياس رحمه الله .

وبدء البناء والعمل الصحفي فيها بشكل ابهر الجميع وقد أصبحت بجهودنا لها مكانتها بين الصحف مستخدمين خبرتنا الصحفية في الصحف الورقية أنذاك .

المهم بإختصار شيديد .

عاصرنا واجتهدنا في بناء الصحيفة وحتى أصبحت كما هي عليه الأن بعد تغيير إسمها من الغربية إلى غرب وهذه قصة لايكفي مقالى لذكرها .

استمرت الأيام وكان الزميل الراحل مهتما بوطنه وبمجتمعه ويحمل همومهم ويسعى لتوحيد القلوب وألألفة ومن خلال رسالته عبر الصحافة حينما وجد نفسه في محيطة الذي يهواه واستمر في العطاء والتوجيه وكان خير معين للزملاء في كل مجال

جاهد وابدع كافح ونال كل ما يرجوه وقد كان خير معين لي في مسيرتي الصحفية الثانية من خلال النشر ألإلكتروني...

كان أبو معاذ رحمه الله يحمل هموم أبناء وطنه وشديد المحافظة عليهم من الفساد ويحب الخير ومواصلة التوعيه وقد لاحظته حينما أرافقه في بعض ألأحياء البسيطة وسط البلد وهو يلتقى بالشباب ليسدي لهم بالنصيحة وخصوصا حول اضرار المخدرات وأصدقاء السوء

مالكم بالطويلة:

حتى لا أطيل عليكم فقد كان حلمه بتأليف كتاب عن المخدرات ليكون له رساله قد تنفع الشاب والفتيان المراهقين واسرهم وكان يحدثني عن حلمه لتحقيق ذلك .

مرت السنوات والأيام والحلم لازال يراوده وقد كان يحتفظ بمذكرات يدون فيها تجاربه مع المخدرات من خلال زيارته المتكررة لفعاليات المخدرات والمحاضرات وزيارة إدارة المخدرات وكان الحلم يرافقه لتحقيق كتابه.

شاء القدر وانتهت حياته وهوا لم يحقق ذلك الحلم وقد بدء بكتابة تلك المذكرات المتواضعة والتى جسدت فكرته وبلورت الكتاب بشكل مبسط ومفيد جعلناها اساساُ هاما في كتابه رحمه الله مما دفعني لصناعة هذا الكتاب الذي كان أساسه تلك ألأفكار والمذكرات الوافية

والتى دفعتنا بإكمال كتابه " همسة الوقوع في المصيدة . والذي خرج بشكله الحالى .

كل ذلك لتحقيق حلم الراحل محمد الياس الصديق الوفي والحبيب المفقود رحمه الله


هنا لا اقول في النهاية إلا رحم الله خير صديق وخير أخ وخير مؤمن خدم أمته وكان صديق الماء طوال حياته ويده ممدودة إلى أخر قطرة في حياته بالصدقات والتوجيهات لمن حوله لينال بحول الله رضاء ربه ومجتمعه رحمه الله.



إرسال تعليق

نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله

 
الى الاعلى