حينما يُقال "ثبيت" لا يُقال مجرد اسم قبيلة
بل يُستحضر الساس والأساس والعمق الذي قامت عليه إحدى أعظم قبائل الجزيرة العربية.
فقبيلة الثبتة ليست فرعًا من عتيبة؟ بل هي الأصل
الذي تنحدر منه عتيبة كافة والركن الذي بُنيت عليه سلالة من الفخر والكرم والبطولة.
قبيلة
ثبيت كما يعرفها التاريخ ولا يجهلها العقلاء تستوطن شرق الطائف في قلب الحجاز، حيث
الجبال تروي حكايات الفروسية والوديان تحفظ صدى الشعر والوفاء.
ومن هناك
امتدت القبيلة إلى أطراف نجد العذبة أرض السهول والقيادة ثم عبرت إلى الكويت وبعضم
الى بعض الدول العربية.. حيث بقيت جذورها حية في النفوس وإن تغيّرت بهم الجغرافيا.
هذا
الامتداد لم يكن مجرد تنقل بل كان توسّعًا في التأثير وترسيخًا للهوية فحيثما حلّ الثبيتي
حلّت الهيبة وحلّ الوفاء وحلّت الكلمة التي لا تُرد.
في كثير
من الروايات التاريخية والواقعية يُشار إلى أن قبيلة عتيبة تعود في أصلها إلى ثبيت
وأن قبيلة ثبيت هم الركيزة الأولى التي انطلقت منها فروع عتيبة الأخرى.
وهذا ليس
مجرد ادعاء بل هو إرثٌ محفوظٌ في الذاكرة الشفوية وفي الوثائق وفي الأنساب التي
تُثبت أن ثبيتهم الأصل لا الفرع.
ولعلّ
هذا ما يُفسّر حضورهم القوي في مفاصل التاريخ وفي ساحات الفخر وفي ميادين الشعر
والادب حيث لا يُذكر المجد إلا ويُذكر اسم ثبيت في صدره.
في الواقع لم تكن قبيلة ثبيت مجرد قبيلة مقاتلة أو راعية بل كانت قبيلةً مثقفة
شاعرة وفية.
خرج منها
شعراءٌ ومؤرخون وبرز منها رجالٌ في خدمة الوطن والقيادة وبرزوا في والإصلاح
والمروءة.
كانت
مجالسهم مدارس في الحكمة وكانت مواقفهم أعمدة في بناء المجتمع.
وهنا حين يُقال "ثبيت ساس
البيت" فالمقصود ليس بيتًا من طين بل بيتًا من الكرامة
والقيادة والوفاء
بيتٌ
أسّسه رجالٌ لا يُشبهون إلا أنفسهم وورثهم..
أبناءٌ
يعرفون قدر الولاء للقيادة وقدر الأرض وقدر الاسم وقدر التاريخ.
إرسال تعليق
نرحب بك في موقعنا ونشرف برأيك فرأيك يهمنا وفقك الله